بناء عادات جيدة: الحماس لا يكفي

تجربتي الغير متقاطعة مع بناء العادات ومحاولة تجنب شبح الحماس اللحظي للأشياء.

يتمنى الكثيرون أن يتحولوا إلى نسخة أفضل من أنفسهم، ويقومون بعملية التغيير والتحسين في حياتهم اليومية، لكن الكثير منهم يجدون صعوبة في الاستمرارية وتحقيق الأهداف المنشودة.

وعادةً ما يحاولون الوصول إلى هذه الأهداف عبر الحماس، لكنهم يجدون أن هذا الحماس ينقص بعد فترة وجيزة، ولا يتمكنون من الاستمرار في بناء العادات الجيدة.

الحقيقة هي أن الحماس لا يكفي لبناء العادات الجيدة، بل الاستمرارية هي العامل الأساسي في بناء العادات. فالحماس يأتي ويذهب بسرعة، ولا يمكن الاعتماد عليه لتحقيق التغييرات الجذرية في الحياة.

على العكس، العادات هي تلك الأنشطة التي تقوم بها بشكل متكرر، حتى تتحول إلى عملية مبرمجة في عقلك، وتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتك.

الاستمرارية وبناء العادات

ولكن، كيف يمكن بناء العادات الجيدة؟ ليس هناك وصفة سحرية، الإجابة بسيطة: الاستمرارية. يجب الالتزام بتنفيذ العادة بشكل يومي لمدة 3 أسابيع أو شهر كامل، ومن ثم سيصبح القيام بهذه العادة جزءًا من روتين حياتك اليومي، وستتمكن من تنفيذها بشكل أسهل وأكثر انتظامًا.

كما يجب أن تبدأ بشيء بسيط وتزيد تدريجيًا. إذا كانت العادة الجديدة تتعلق بممارسة الرياضة، على سبيل المثال، فلا تحاول القيام بتمرين شاق لمدة ساعة كاملة في اليوم الأول.

بدلاً من ذلك، قم بالمشي لمسافة قصيرة في اليوم الأول وزد المسافة تدريجيًا على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى.

في النهاية، يجب أن تدرك أن بناء عادة جديدة قد يتطلب بعض الوقت والجهد، ولكن النتائج ستكون جذابة. ستلاحظ تحسنًا كبيرًا في حياتك عندما تصبح تلك العادة جزءًا من نمط حياتك اليومي. فلا تستسلم للكسل أو الإحباط في وقت مبكر، وابدأ في بناء تلك العادة الجديدة الآن!

عادات يومية ستحسن من يومك

اعلم أن تحسين العادات اليومية هو مفتاح لتحسين نوعية حياتنا. هناك عدة أمور يمكننا القيام بها يوميًا لتعزيز صحتنا العقلية والجسدية والعاطفية.

يمكن أن تشمل هذه العادات التأمل والتمارين الرياضية والقراءة والتفكير الإيجابي والتعبير عن الامتنان.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نحدد أهدافًا واقعية لأنفسنا ونعمل على تحقيقها بخطوات صغيرة ومستمرة. يمكننا أيضًا تخيل تحقيق هذه الأهداف والتفكير فيها قبل النوم لتعزيز إيجابية العقل.

ومن المهم أن نتذكر أن الفشل ليس نهاية العالم وإنما فرصة للتعلم والتطور. يجب أن نستفيد من الأخطاء التي نرتكبها ونعمل على تحسينها في المرات القادمة.

في النهاية، إذا اتبعنا هذه العادات الإيجابية بانتظام واستمرارية، فسنشعر بتحسن كبير في صحتنا وسعادتنا العامة ونحقق الأهداف التي نسعى إليها.

أحلام بدون أهداف هي مجرد أحلام، وفي نهاية المطاف، نشعر بخيبة الأمل. في الطريق لتحقيق أحلامنا، يجب علينا التحلي بمزيد من “الانظباط discipline” ولكن الأهم من ذلك هي “الاستمرارية consistency”، لأن بدون “التزام commitment” لن تبدأ أبدًا، لكن بدون “استمرارية” لن تنتهي أبدًا.

في الختام، تذكّر أنّ العادات الجيدة هي التي تشكّل نمط حياتنا وتجعلنا نحقق الأهداف التي نسعى لتحقيقها. لا تعتمد فقط على الحماس لبناء عادة جيدة، بل عليك أيضًا الالتزام بممارستها بشكل يومي والتحلي بالصبر والإصرار في تحقيقها.

قد يستغرق بعض الوقت لتبنّي العادات الجيدة وجعلها جزءًا من حياتك اليومية، ولكن مع الالتزام والإصرار يمكن تحقيق ذلك.

مشاركة المحتوى:

تعليق واحد

  1. مرحبا استاذ عبدالسلام
    شكرا لك لمقالاتك الرائعه وأتمنى اذا توجد ميزة النشرة البريديه..

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *