عندما تواجه الأشخاص تحديات أو مواقف محرجة، يجدون أنفسهم مضطرين للتغيير. وللحفاظ على هذا التغيير دون مقاومة، هناك نقطتان أساسيتان تساعد في تسهيل هذه العملية من وجهة نظري.
النقطة الأولى: الالتزام الشخصي (self-discipline)
وهي القدرة على تحمل وتحمية الالتزام بالتغيير، والصبر لأن التغيير يحتاج إلى وقت. ومع ذلك، فإن الالتزام ليس أمرًا يأتي ببساطة، ولا يمكن الاعتماد على اتخاذ قرار ببساطة بالتزامنا، بل إنه يتطلب عادات ونظامًا، كما قال سكوت آدامز Scott Adams: “إن الفاشلين يمتلكون أهدافًا ورغباتٍ، بينما يمتلك الناجحون نظامًا وعادات”. لذلك، يجب علينا تعويد أنفسنا على الالتزام بالتغيير.
يتطلب الالتزام بالتغيير القدرة على تحمُّل العناء والصبر، إذ يستغرق التغيير وقتًا طويلاً. الالتزام ليس مجرد قرار بل هو نمط حياة يتطلب العادات والنظام. وكما قال سكوت آدامز Scott Adams: “الناجحون يمتلكون نظامًا وعادات، بينما يكتفي الفاشلون بالأهداف والرغبات”. لذا، يجب أن نتدرَّب على تبني الالتزام بالتغيير كجزء من حياتنا اليومية.
كيف يمكن تحقيق التغيير بخطوات ناعمة؟
1- يمكن بدء تطبيق عادات عامة بسيطة ولكنها تزيد الالتزام مثل ممارسة الرياضة يوميًا، صلاة الفجر، غسل الأسنان في الصباح والمساء، أو أي شيء آخر يمكن تحمله وتطبيقه يوميًا.
2- يمكن تقليل العادات السلبية أو الإيجابية التي تشغل وقتًا كثيرًا مثل مشاهدة التلفزيون، الخروج مع الأصدقاء كثيرًا، تناول الطعام السريع في الشارع، أو أي شيء آخر بسيط، ولكن يجب التركيز على الالتزام الشخصي.
3- يمكن التركيز على الهدف الذي يريد الشخص منّا تحقيقه والبدء في تنفيذ الخطوات التي تساعده على الوصول إلى الهدف بشكل تدريجي، على سبيل المثال، بدلاً من التركيز على الهدف النهائي، يمكن التركيز على النظام الذي يتبعه المرء لتحقيق الهدف.
🧭 يتمثل الهدف الحقيقي من هذه الخطوات في تحسين السيطرة على النفس وتعوده على ممارسة العادات الإيجابية التي يصعب الالتزام بها باستمرار وتقليل العادات السلبية أو المضرة.
النقطة الثانية: الدافع والحماس…
من تجربتي فإن عملية التغيير غالبًا ما تكون غير مرئية وقد لا نلاحظ تأثيرها إلا بعد فترة طويلة، مما قد يولِّد الإحباط ويدفعنا للتوقف عن المضي قدمًا. ولذا، يصبح من الضروري تنفيذ الخطوات التالية:
1- عليك تسجيل كل حالة سيئة أو إحباط أو مشكلة حدثت لك وأدت إلى اتخاذ قرار التغيير. عليك أن تسجل كل التفاصيل، مثل الأشخاص والأماكن ومشاعرك في ذلك الوقت. ومن المهم أن تعيد النظر في هذه المواقف بشكل متكرر لتذكر نفسك بأنك تتغير.
2- عليك وضع معيار للنجاح وقياس نتائجك وفقًا لهذا المعيار، حتى تشعر بالإنجاز وتبقى متحمسًا. على سبيل المثال، إذا كنت تريد تعلم اللغة الإنجليزية، يمكنك تسجيل فيديو بمدة 3 دقائق تتحدث فيه بالإنجليزية عن أي موضوع، ثم تسجيل مزيد من الفيديوهات بعد شهرين ومراجعتها لمعرفة مدى تغييرك.
3- من المهم القيام بأي شيء يحركك إلى الأمام، حتى لو كان ذلك الشيء بسيطًا. فالناس يعتقدون أنه يجب أن يكون لديك الحماس العالي للقيام بأي شيء، وهذا مفهوم خاطئ. بالعكس، يزداد الحماس عندما تقوم بأي حركة، حتى لو كانت بسيطة جدًا، المهم هو الحركة.
في النهاية، ما هو أسوأ شئ ممكن يصير إن لم نتغير؟
