لماذا لا نكتب؟

الكتابة تعتبر من لحظات القبض على الدهشة، وأنّ القدرة على توثيقها على شكل كلمات وحروف هي من متع الحياة.

ما هي اللحظات التي تصنع الشخصية والهوية الحقيقية للفرد؟ وما هي المواقف الحقيقية التي تشكلنا وتصنع مسارنا؟

هل فكرت يومًا في أن تضع في خانة الإنجازات الحقيقية؟ ليس فقط المسار المحدد من قِبل المجتمع الذي نعيش فيه، بل القصص التي جعلتنا نصل إلى هذه النقطة في حياتنا. كيف تغلبنا على التحديات والصعاب، وكيف نمَّت مهاراتنا وثقافتنا في طريقنا إلى هنا؟

لماذا لا نكتب عن القصص الحقيقية التي تجعلنا منافسين قويين في العالم الحالي؟ لماذا لا نضع في خانة الخبرات ما نواجهه في الحياة الحقيقية؟ صبر الصدمات، والتعامل مع الفشل، وتعلم العفو والتسامح.

لنضع في حساباتنا الأشياء الحقيقية التي تصنع منّا من يحتوي عليها العالم، وليس فقط الأوراق والشهادات التي نعلقها على الحائط. فهي ليست سوى قطع ورق، بينما القصص الحقيقية هي التي تصنع حياتنا.

نقطة.

لماذا لا نضع في خانة المهارات الصبر والسماح والثبات والقوة رغم الألم واليأس.

لماذا لا نكتب في خانة الإنجازات كيف تركنا البيت القديم، وكيف انتقلنا من مدرسة إلى أخرى، كيف اكتشفنا الخدعة تلك، كيف خبأنا مشكلتنا عن قلوب أمهاتنا وتحملنا المسئولية وحدنا بهدوء، كيف تصرفنا بأول يوم جامعة، وكيف تصرفنا بشجاعة عندما أجبرتنا الظروف أن نسلك طريقًا لا نحبه.

كيف احتوينا حزن صديق وكيف قُلنا أول كلمة عزاء، وأول كلمة [مبارك]. لماذا لا نضع في خانة الخبرات تحديدًا كيف صبرنا على غياب الأحباب وموت الأقرباء وكيف سامحنا خذلان بعضهم.

الشهادات والأوراق أقرب إلى الحائط من ذاتنا نضعها في برواز أنيق. هذه هي المواقف وحدها التي صنعتنا.

في النهاية، يمكننا أن نقول بأن هناك جوهرًا حقيقيًا لكتابة تلك القصص التي نتجاهلها في حياتنا اليومية. فعندما نضع هذه القصص على الورق، فإننا نعطي قيمتها الحقيقية ونعطي قيمة لأنفسنا أيضًا.

لا يجب علينا الاهتمام فقط بما أنجزناه في حياتنا المهنية والأكاديمية، بل يجب علينا أيضًا التفكير في الأحداث التي شكلت شخصيتنا وجعلتنا نكون من هذا الشخص المتميز الذي نحن عليه اليوم. لذلك، دعونا نبدأ في كتابة قصصنا الحقيقية والجميلة ولنعطيها الاهتمام الذي تستحقه.

مشاركة المحتوى:

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *