غالبًا ما يعتقد الكثيرون أن المدير الناجح هو الشخص الذي يتمتع بالمهارات الفنية الممتازة والمعرفة العميقة في مجال عمله. ولكن الحقيقة أن المهارات الإدارية هي التي تؤدي إلى النجاح الفعلي للمدير، بغض النظر عن مدى معرفته الفنية في المجال.
في هذه المقالة، نستكشف أهمية المهارات الإدارية، مثل القدرة على التواصل والقيادة والتخطيط والتنظيم والابتكار والتعامل مع الآخرين. وسنحلل كيف يمكن لهذه المهارات أن تؤثر على أداء المدير وعلى كفاءة الفريق الذي يتولى قيادته.
وبالإضافة إلى ذلك، نتناول بعض الأمثلة الواقعية للمديرين الناجحين الذين لم يكونوا متمكنين فنيًا في مجالات عملهم، ولكنهم نجحوا في الإدارة بفضل مهاراتهم الإدارية الممتازة. وستكون المقالة مفيدة للأشخاص الذين يرغبون في العمل في مجال الإدارة أو لأولئك الذين يسعون إلى تحسين مهاراتهم الإدارية لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية.
بالأعمال، هنالك نوعان من القيادات:
الأول، مبدع، يركز بالتفاصيل خصوصًا الفنية، يتأني بقراراته، يهتم بالجودة كثيرًا، ويحاول أن تكون أغلب الأعمال داخلية.
الثاني، قليل الإبداع، لا يفهم بالتفاصيل الفنية، يجرب كثيرًا ويعدّل أسرع، نشيط ويستعين بالآخرين، وتركيزه مالي.
لاحظت أن الثاني أكثر نجاحًا.
لذلك نجد أن كثير من كبريات الشركات الناجحة بالخارج تحرص عند تعيين رئيس تنفيذي مثلًا أن يكون ذو خلفية مالية أو قانونية، وليس المختص فنيًا بمجالها، لإنهم يخشون أن يدمرها تجاريًا.
فأصبحت الوصفة المتبعة أن القائد ليس بالضرورة أن يكون فنّيًا، لكنه قادر على استقطاب الفني وتمكينه بتخصصة ليعمل وينفّذ مهامه بصورة جيدة.
مثال شركة آبل يؤكد النظرية فعليًا.
تيم كوك، رئيس آبل، كان يدير العمليات للشركة (التوريد وغيرها من الأعمال المملة) ولا علاقة له بالجانب الإبداعي والمنتجات (رغم شهادته)، وقبل وفاة ستيف جوبز اختاره هو كرئيس للشركة عوضًا عن جوني إيف المبدع والذي كان الكثيرون يتوقعون أن يقع الاختيار عليه.
أحيانًا الانغماس في تفاصيل الشركة الفنية يفقدها فرص الابداع والخروج من صندوق الماضي، بدلًا من استكشاف فرص المستقبل. شركة كوداك لما اعتمدت بخبراتها ورأي مهندسيها خسرت الرهان، كان الأجدر أن يقودها شخص متحرر من سطوة التقنية وعراقتها.
الموضوع يحتاج إلى تفصيل ولكن باختصار شديد. المدير المالي ضليع ومُلمٌّ بجميع أقسام المنشأة بلا مثنوية حتى في الأمور الفنية المتخصصة. مثال: عند وضع الميزانية للمنشأة يناقش المدير المالي كل قسم عن الأرقام التي وضعها ويستطيع من خلالها معرفة جدواها ولا يمكن أن تُرفع الموازنات إلى مجلس الادارة دون موافقته.
بعض الأمثلة للاستزادة
هناك بعض الأمثلة الأخرى عن المديرين الناجحين الذين لم يكن لديهم مهارات فنية قوية في مجالات عملهم، ولكنهم نجحوا بفضل مهاراتهم الإدارية:
- ستيف جوبز: كان جوبز يعتبر نجمًا في عالم التكنولوجيا ولكنه لم يكن مبرمجًا أو مهندسًا بارعًا. ومع ذلك، كان يمتلك مهارات إدارية استثنائية، بما في ذلك الرؤية والقيادة والابتكار والتواصل، وساعدته هذه المهارات على إنشاء شركة آبل وتحويلها إلى واحدة من أهم الشركات التكنولوجية في العالم.
- جيم كولينز: هو مؤلف الكتاب الشهير “من جيد إلى عظيم Good to Great”، ولم يكن لديه مهارات فنية قوية في مجال الأعمال. ولكنه كان متمكنًا من المهارات الإدارية، مثل التواصل والقيادة والتحليل والتخطيط والتنظيم، والتي ساعدته على إثبات نفسه كمستشار ومحاضر في مجال الأعمال.
- بيل كامبل: كان كامبل مديرًا تنفيذيًا في شركة “إيه تي آند تي AT&T” ولم يكن لديه خلفية فنية في مجال التكنولوجيا. ومع ذلك، كان يمتلك مهارات إدارية ممتازة، بما في ذلك القدرة على التخطيط والتنظيم والتواصل والقيادة، وساعدته هذه المهارات على إدارة الشركة بنجاح وتحقيق نمو وربحية قوية.
هذه بعض الأمثلة، ويمكنك البحث عن العديد من الأمثلة الأخرى على المديرين الناجحين الذين لم يكن لديهم مهارات فنية قوية في مجالات عملهم، ولكنهم نجحوا بفضل مهاراتهم الإدارية.
الخلاصة، يمكن القول بأن المدير الناجح ليس بالضرورة أن يكون متمكنًا فنيًا في مجال عمله، حيث يمكن للمهارات الإدارية الأخرى أن تلعب دورًا أكبر في نجاح المدير.
فعلى سبيل المثال، فإن مهارات التخطيط والتنظيم والتواصل والقيادة تعدُّ مهارات أساسية لأي مدير ناجح، بغض النظر عن مجال عمله.
ولذلك، يجب على المديرين تطوير هذه المهارات الإدارية الأساسية إلى جانب مهاراتهم الفنية، حتى يتمكنوا من النجاح في مهامهم وتحقيق أهداف الشركة التي يعملون بها.
أخيرًا وليس آخرًا، ما رأيك أنت؟ يهمني سماع رأيك في هذا الموضوع. دعنا نتناقش في التعليقات.
مواضيع قد تهمك: كيف تصبح مدير جيد بما فيه الكافية Good Enough Manager؟